منوعات

المهنة من حلم الى كابوس: 50 ألف دولار لمن يسلّمنا صاحب أو مدير مصرف

“انتفاضة المودعين” تابع…
يقول الاعلان “50 ألف دولار لمن يلقي القبض على صاحب أو مدير مصرف ويسلّمه للمودعين”.

الإعلان التحريضي هذا أطلقه تحالف “متحدون” وجمعية صرخة المودعين”، بعد سلسلة الاقتحامات التي استهدفت بعض المصارف من قبل مودعين، هؤلاء الذين نفذ صبرهم بعد طول احتجاز أموالهم في المصارف اللبنانية قسراً منذ خريف 2019.

إذن يبدو واضحاً أن الأمور قد بدأت تخرج عن السيطرة، وأزمة المصارف قفزت إلى ذروة شديدة، وشرارة الاقتحامات وغضب المودعين من المصارف التي وصفوها بـ”أوكار القهر” بدأت تتمدد إلى كافة الأراضي اللبنانية، ولكن ما هو جديد ارتفاع نسبة الكلام عن الموظفين وأصحاب المصارف بالأسماء وعناوين المنازل، فهل بات موظف البنك “الفريسة الهدف”.

الأكيد أن وجع وآلام المودعين أكثر من أن تُحصى، من انهيار قيمة العملة والرواتب وموجات الصرف التعسفي وأزمة تكاليف النقل والمعيشة اليومية، والمفارقة أن كل هذه المصائب تشمل أيضاً موظفي المصارف وهم كما عامة الناس قد طالتهم شظايا الأزمة.

والمفارقة الأصعب هنا أن وظيفة العمل المصرفي كانت من أكثر الوجهات الرئيسية التي يرغب بها معظم الخريجين والحالمين بالعيش الكريم مع بعض البحبوحة، أضحت اليوم تصنف في خانة “شرّ مطلق” على العاملين بها، فموظف البنك في السابق كان يمشي متمطياً في الحي “وما حدا قدو” أما اليوم “فيمشي الحيط الحيط ويقول يارب السترة”.

مدير فرع أحد المصارف “العريقة” في لبنان يقول لـ”أحوال.ميديا” راجياً عدم ذكر أو التلميح لاسمه، أنني “أشعر وكأن كل الزبائن يتعاملون معنا كأعداء وعلى مبدأ “نيالك شو عبالك”، يحملوننا مسؤولية ما يحصل معهم”. ويتابع بتنهيدة “تصوري أن يمازحني عدد من الزبائن بالقول “أحسن شي ناخدك رهينة”، وفي حقيقة الأمر “ثلاث أرباع المزاح جد” على قول المثل الشعبي الشائع”.

ويتجلس في كرسيه في مكتبه، وقد غصت صالة الفرع بالزبائن ولكلٍ منهم قضيته ويضيف “نحن ضحايا قطاع مصرفي ساهم بالتسبّب بالانهيار، وبات عنواناً رئيسياً لاستمرار الأزمة من دون إيجاد حلّ، ما حصل ويحصل من عمليات اقتحامٍ لفروع المصارف من قبل بعض المودعين وتعريض سلامة الموظفين والفروع للخطر والمسّ بكرامتتنا وكرامة عائلاتنا والتهديد والوعيد بالتكرار في الأيام القادمة، وضعتنا المهنة في مواجهة مع أهلنا وأصدقاءنا دون أن يكون لنا علاقة بالامر، فهل نحن من يضع الخطط والبرامج التي أودت الى هذه النتائج؟ هل نحن من استفاد من كل تلك العملية؟”.

ويردف بحسرة “نحن لسنا مكسر عصا، مدراء المصارف هم موظفون يتقاضون رواتبهم كأي موظف عادي، وجع المودعين تماماً كما وجعنا، ونحنا أيضاً لدينا أموال محتجزة لا نستطيع تحريرها، لذا لم يعد مقبولاً ما يجري بحقنا، معنوياً وأخلاقياً ومادياً، يقتضي فوراً اتخاذ الخطوات والاجراءات التي أصبحت أكثر من ضروريةٍ من قبل السلطات الأمنية بالتنسيق والتعاون مع المصارف للحد من هذا المسار الخطير حفاظاً على حياتنا وكرامتنا”.

ويختم المدير بتحذير “الوضع في فروع المصارف خطير جداً، حتى الآن جاءت الصدامات بالحد الأدنى من الخسائر ولم تسقط قطرة دم، ولكن من يضمن أن تسير الأمور على خير في المستقبل والايام القادمة؟ ولكن في ظل غياب شبه تام للمسؤولين وفي ظل التهديدات التي تصلنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وآخرها كان علنياً ومكشوفاً من جهات منظمة تخطط لاستهدافنا وعائلاتنا أينما كنا، ماذا عسانا أن نفعل؟ ألم يحن الوقت لضرورة التمييز بين أصاحب المصارف والمسؤولين وبين مدراء الفروع، فهم ضحايا السياسات والأخطاء التي لم يقترفوها… فارحمونا يرحمكم الله”.

ناديا الحلاق

صحافية في صحف لبنانية عدة في أقسام السياسة الدولية والاقتصاد. كاتبة في مجلات عربية عدة ومواقع الكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى